الأحد

قصة عمر و سارة (ج4)




سارة :
تحرى كولمبو (أبي سابقا) عن عمر فوجد أن سيرته ممتازة بين جميع معارفه ومن ثم اتصل أبي بعمي وأخبره عن موافقته واتفقا على قراءة الفاتحة يوم الإثنين القادم، وظل أبي يتحدث مع عمي على التليفون قرابة نصف الساعة حيث إن كليهما يهتم بمشاهدة القنوات الإخبارية وكانا يتناقشان حول برنامج ما
يبدو أن علاقة أبي بعمي ستتوطد قبل أن تتوطد معرفتي بـعمر
أخبرني أبي بعد إنهاء المكالمة أن عمي وطنط وعمر يسلمون عليّ
شعرت بالاشتياق لرؤية عمر مرة أخرى, إلا أنه –بالطبع- لن يكون بيننا أي اتصال قبل قراءة الفاتحة

عمر :
لم أحاول التحري عن سارة لأني أولا ارتحت لها، وثانيا أمي تعرفها وتعرف والدتها، وثالثا أنا ماعرفش ازاي أتحرى عن حد
ولكني -للحق- فكرت أن أذهب لأراها وهي خارجة من عملها فقد شعرت بأني بحاجة لأن أراها
شيء ما جعل قلقي يزول من جهة موافقتها عليّ أم لا.. فأنا أظن أني تركت لديها انطباعا جيدا
وجاء الخميس موعد رد عائلة سارة علينا وجلست بجوار أبي وهو يرد على تليفون عمي. ظلا يتحدثان في بداية المكالمة عن برنامج سياسي ما وأنا جالس على الشوك في انتظار الجواب. وأخيرا سمعت أبي يضحك ويحمد الله ويقول له عن سعادته بالنسب المرتقب بيننا, فالتقطت أنفاسي وخرجت إلى البلكونة
كنت أشعر شعورا غريبا وكأن كل شيء يبرق أمامي
أحسست أني أريد أن أحضن العالم كله وأقبله. كنت أعرف أني سأبدأ مشروع حياة وأني سأكافح من أجل تجهيز نفسي إلا أن هذا الشعور الغامر بالسعادة أنساني أي قلق
وسألت نفسي: كم سأنتظر لأقف مثل هذه الوقفة مع سارة في بلكونة منزلنا؟

سارة:
هل يُعقل أن أحب شخصا رأيته لمرة واحدة؟
أم أن هذا الشعور بقبوله الشديد ناتج عن صلاة الاستخارة؟
هل الله يعطيني إشارة بأن عمر لي وأنا له؟
أنتظر يوم قراءة الفاتحة بسعادة شديدة. ولم أعد أعاني من الحموضة
الحمد لله


قراءه الفاتحه

عمر :
جاء الإثنين الغالي
احترت في الهدية التي يجب أن أقدمها لـسارة
أخبرتني أمي بأنه يمكن أن أشتري لها خاتما لقراءة الفاتحة وأخبرتني أنها يمكن أن تنزل وتختاره لي ولكني أخبرتها أني سأشتريه بنفسي
ذهبت إلى الصائغ ولم أكن أعرف مقاس إصبع سارة إلا أني حاولت التخمين قياسا على حجم يديها
كنت أريد خاتما مميزا
فكرت بأن يكون خاتما ذا فص مثل خواتم الزواج التي أراها في الأفلام الأجنبية, إلا أني وجدت خاتما عليه فراشة تبدو وكأنها حقيقية, لا أدري لماذا ذكرتني الفراشة بسارة, فدعوت دعاء الاستخارة واشتريت الخاتم
يا رب يعجبها
سارة :
لا أدري ماذا يجب عليّ أن أرتدي في قراءة الفاتحة. هذه المرة كنت أريد أن أبدو متألقة
بعد تفكير ومحادثات مع صديقتي ومع ماما ومع المرآة اخترت طقماً لبني اللون ووضعت بروشا على هيئة فراشة يشبك الطرحة مع البلوزة
يا ترى عمر بيحب اللون اللبني؟
يا رب.. يا رب.. يا رب خلّيني فرحانة النهارده
عمر :
أحضرت علبة شيكولاتة ونحن في طريقنا إلى بيت سارة
في هذه المرة كان معي أولاد عمي في سيارتنا وكذلك أختي. بينما كان أبي وأمي في سيارة عمي وزوجته يلحقون بنا
في هذه المرة ظل أولاد عمي يثرثرون معي وظللنا نضحك طوال الطريق ونحن نسمع ليلة من عمري لـعمرو دياب
عندما دخلت منزل سارة هذه المرة كنت أكثر راحة
كان المنزل مزدحما نسبيا عن المرة السابقة حيث حضرت خالة سارة وزوجها وأعمامها الثلاثة
عندما دخلت كانت سارة تكلم أحد أعمامها في ممر يطل على الصالون, التفتت ورأتني وأنا أتجه صوب الصالون فابتسمت لي وابتسمت لها
كانت ترتدي طقما لبني اللون يجعلها تبدو جميلة كالسماء. واتسعت ابتسامتي حينما لاحظت أنها تضع بروشا على شكل فراشة

سارة :
دخل عمر هذه المرة فجأة فقد ظننت أن أبي يفتح الباب لزوج خالتي الذي وقف على السلم ليدخن سيجارة, حيث إن أمي لا تسمح بالتدخين داخل المنزل, وكان أبي واقفا على الباب يتحدث مع زوج خالتي وصديقه في نفس الوقت حتى يهون عليه وقفة السلم. ولكني استدرت لأجد عمر أمامي يبتسم ويحمل علبة شيكولاتة.. لقد زادت معزته في قلبي لما أتى لي بالشيكولاتة
بعد أن قدمنا الجاتوه والحاجة الساقعة, تحدث أبي مع عمي وتعرف الجميع على بعضهم البعض وسألني عمر عن حالي
كان الجو مزدحما هذه المرة, ولكن عمر كان هادئا ومازالت لديه عادة اختلاس النظر إليّ
في وسط كل هذا وجدت أبي وعمي يقولان: نقرا الفاتحة بقى
رفع الجميع أيديهم ليقرءوا الفاتحة ونظرت تجاه عمر فوجدته بالطبع ينظر لي وقرأنا الفاتحة وأعيننا متشابكة.. وشعرت وكأني خارج كل زحام الصالون وكأن جسدي كله قد تخدّر

عمر :
قرأتُ الفاتحة وسارة تجلس في عيوني
تجرأت هذه المرة ونظرت إليها بثبات أثناء قراءة الفاتحة, ولم تبتعد عني بعينيها
أخرجتُ الخاتم وقدمته لـسارة التي ضحكت وقالت والدتها: إنت كنت عارف إن سارة هتلبس بروش على شكل فراشة ولا إيه؟
ولكني لم أكن أعرف, أنا حتى لم أعرف رقم تليفونها وخفت أن يظن عمي أني اتصلت بها من ورائه فأنكرت على الفور فضحكت سارة وضحك الجميع.... وشاركتهم الضحك

سارة :
لم أصدق نفسي عندما رأيت الخاتم, فقد كان جميلا جدا. فأنا أحب الفراشات بشدة
لقد أتى لي عمر بشيكولاتة وفراشة من ذهب
يبدو أني سأحب هذا الفتى

يتبع

12 التعليقات:

Tasneem Adel يقول...

عسولة :)

هبة فاروق يقول...

حلوه اوى يا محمد وفى انتظار باقى الحكايه

نيسآان يقول...

قرأت الاجزاء 2 و 3 و4 الان مجتمعه :)
الاسلوب روعه بطريقة التنقل ما بين عمر وساره ومشاعرهما وقلقهما و نظراتهما وفرحتهما...متشوقه الان بشده لبقية الاجزاء.

Carmen يقول...

منتظرين الجزء القادم فلا تدعنا نطيل الانتظار :)
تحياتى

حنين محمد يقول...

صباح الغاردينيا محمد
اممم هذا الجزء جعلني أبتسم
نظراتهما
والفراشة
والضحكة :)
متابعة بشغف "
؛؛
؛
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
Reemaas

Unknown يقول...

Tasneem Adel

:)
تحياتي

Unknown يقول...

هبة فاروق

الاخلي وجودك ياهبه ومنورة المدونة وحمد الله علي سلامتك
تحياتي

Unknown يقول...

نيسآان

انا سعيد بمتابعتك واتمني تفضلي موجودة علي طول :)
تحياتي

Unknown يقول...

Carmen

حاضر عنيا :)

تحياتي

Unknown يقول...

ريـــمـــاس

صباح الغاردينيا ياريمو
طب الحمد لله :)) وياريت دايما علي طول تفضلي مبتسمة
دومت بخير وسعاده
تحياتي

Khadega Ghatwary يقول...

اجمل حاجة في القصة انها بتخلي الواحد يتخيل كل حاجة و هو بيقراها ^_^

بس استغربت سارة لما قالت معزته في قلبها زادت لما جاب شيكولاتة
يعني لو مكنش جاب كان هيحصل ايه ?
:)

Unknown يقول...

Khadega Ghatwary

لو مكانش جابها كان حيبقي يوم مهبب

Mohamed Amer Mohamed © 2008 Por *Templates para Você*