الخميس

قصة عمر و سارة (ج7)



قــال عمر:
ازيك يا سارة.. ياه ماشاء الله -
قالها عمر بتلقائية كبيرة وهو يسلم على جعلت اخوتى يبتسمون وانا وجهى احمر من الخجل وفوجئت ان يمدحنى هكذا أمام الجميع !! لكني كنت سعيدة جدا بهذه الجرأة أو التلقائية لا أدرى ! ومددت يدى أسلم عليه وأكيد لاحظ ارتعاش يدى وارتباكى ياااه
فعلا التليفون أرحم من اللخبطة دى***********
قــال عمــر:
بجد فوجئت بجمال سارة اليوم وجهها نضر وملامحها تنطق بالجاذبية والجمال رغم انها لا تضع ماكياج والحمد لله.. لم استطع ان أخفى سعادتى عندما رأيت وجهها مرة ثانية والمرة دى أشعر انها ملكى فازدادت جمالا فى عينى.. لكن أكيد والدتها وأخواتها بيقولوا على مدلوق جدا
لأ.. امسك نفسك شوية يا سى عمر ما تكسفناش
***********
قــالت ســارة
:
الله عمر بجد رقيق جدا جايب ورد معاه كنت خايفة يجيب فاكهة بقى وبطيخة والفيلم ده
ونظرت الى الهدية الكبيرة فى ورقها اللامع وفرحت انه فكر يشترى لى هدية ده يدل انه انسان كريم ورقيق
.. الحمد لله
يارب تفضل كده يا عمر
ياترى ح نقعد فين؟ أكيد مش لوحدنا طبعا طيب أقعد فى الكرسى اللى جنبه ولا بعيد طب بابا موجود ازاى أقعد جنب عمر فى وجود بابا؟
ياسلام على الهنا.. بابا حسم الحدوتة وقال: تعالى أقعد جنبى هنا يا عمر***********
قــال عمــر
:
يا سلام على الهنا ح أقعد جنب حمايا العزيز اهي دي فيها ساعتين قناة الجزيرة وساعتين عن مستوى الزمالك المنحدر
وبعدها أكيد ح اكون استأذنت وروّحت.. يا خسارة الورد والهدية
الحمد لله سارة قعدت فى الكرسى المقابل لنا أنا وعمى لا أدرى هل حمايا لاحظ انى أختلس النظرات الى وجهها؟
بجد وجهها يحمل ملامح طفولية تنم عن الشقاوة وخفة الدم وايضا جاذبية كبيرة تجعلك لا تمل النظر لها.. وكنت غير منتبه الى كلام حمايا المطول غصب عنى وأرد فقط بـ: طبعا طبعا يا عمي.. فعلا فعلا يا عمي.. ايوة فعلا يا سارة
وانتبهت الى خطأي واحمر وجهى من الخجل ولاحظ عمى هذا وضحك وقال لى: ده انت مش معايا انا يا سيدى طب لما أسيبكم تتكلموا شوية وأقوم اتكلم فى التليفون
***********
قــالت ســارة
:
ضحكت جدا على عمر وفرحت بصراحة ان بابا قام وقعدت جنب عمر ولاحظت سعادته بهذا وقال لى مباشرة: ازيك يا سارة افتقدتك جدا من المرة اللى فاتت
يااه..
كلمة الافتقاد دى كبيرة اوى احلى بكتير من وحشتينى.. كان نفسى أقول له وانا كمان لكن اتكسفت جدا.. أول مرة أحس انى بنوتة بقى وبتكسف.. دول كانوا مسمينى فى العيلة الكابتن من كتر تهريجي
الظاهر انى ح أكتشف سارة جديدة خالص ما عرفتهاش قبل كده
***********
قــال عمــر
:
أنا جبت لك هدية يا سارة يارب تعجبك.. بتحبي الدباديب ؟
فوجئت ان سارة نطت من مكانها وحضنت الدبدوب وقبلته ونيمته فى حضنها وقالت بسعاد طفولية: الله ده تحفة يا عمر بجد يجنن
فرحت جدا برد فعلها الطفولى الجميل ورغم ان الجميع كانوا حولنا الا انى كنت لا أشعر الا بى وبها فقط
يارب ما تتغيريش ياسارة وتفضلى لذيذة كده على طول.. مش عارف ليه ساعتها كنت عاوز أقول لكل العالم ان هذه الطفلة الجميلة طفلتى أنا
***********
قــالت ســارة
:
ايه الجنان ده؟
أكيد ح يقول عليّ عيّلة دلوقتي
طب ماهو اللى غلطان كان لازم يجيب دبدوب يعني ؟ ده أنا باموت فيهم.. يوووووه هو أنا لازم أفضل محتارة على طول؟
لازم يتعود على زى ما أنا !! بس كل صديقاتي قالوا لى اتقلي واعملي فيها الراسية العاقلة.. وماما بتبص لى من بعيد نفسها تقتلني !! بس عمر فيه فى عينيه نظرة حنان جميلة بتخلينى أطلّع كل اللى جوايا بدون اى تصنّع وده اللى مخلينى معجبه بيه
***********
قــال عمــر
:
ياااه انا نسيت كل الموجودين ونسيت الوقت معقول بقى لنا ساعتين بنتكلم؟
انا نسيت انى ضيف ولازم ما أقعدش كتير اوى كده !!! بجد كلام سارة لذيذ جدا وحبل الكلام بيننا ممتد الى مالا نهاية بدون أى تكلف ولاحظت انها قارئة جيدة مش روشة طحن زى بقية البنات ومخها أبيض ودى حاجة عاجبانى فيها جدا بتحسسنى انى قاعد مع الف بنت: صديقة وأخت وزميلة وطفلة وأنثى وقريبة ووووو حبيبة
***********
قــالت ســارة
:
عمر مشي من شوية وبجد انا مرتاحة جدا دلوقتي
حسيت انى سعيدة لأننا على درجة كبيرة من التفاهم او على الأقل فيه ناس باحس انى مخنوقة منهم بسرعة لكن مع عمر لأ
دايما باحس انى على طبيعتى وعاوزة اقول له كل اللى جوايا بدون زواق ومش محتاجة اتكلف اى حاجة علشان أعجبه ومتهيألى دى حاجة كبيرة ووو
قطع تفكيرى صوت أختى: أبيه عمر على التليفون.. هوّ لحق وصل
نطيت رفعت السماعة وانا طايرة من الفرح : الو ايوة يا عمر انت وصلت ؟
عمر: لا باتكلم من عند البقال
ايوة وصلت طبعا انا كنت سايق على 120 علشان أوصل بسرعة وأكمل كلامى معاكى دى ماما اتخضت وانا باجرى على اودتى علشان أكلمك
أنا: ممممممم
عمر: ساكتة ليه ؟
أنا: مش عارفة أقول ايه ؟ انا بجد فرحانة وقلقانة ومبسوطة وخايفة وووو
عمر: ايه الكوكتيل الجامد ده ؟ طب فرحانة ومبسوطة علشان انا شبه أحمد السقا ماشى.. لكن
أنا: ياعم قول ياباسط أحمد السقا ههههههههههه
عمر: كده ياسارة الله يسامحك طب ادينى ضحكتك ياستى قولى لى خايفة من ايه ؟
أنا: خايفة اننا بنقرب لبعض بسرعة أوى وانا ماليش تجارب قبل كده.. فخايفة أكون فرحانة بس بفكرة الحب والارتباط ومش قادرة أقيّم الموضوع صح واطلع غلطانة فى الاخر
عمر: ما تخافيش من أى حاجة فى الدنيا طول ما انا جنبك يا غالية
 أنا: ياااه يا عمر بجد انت اللى غالى..في سري طبعا
عمر: سارة سامعانى ؟
أنا: ايوةعمر: بصي ياستي انتي بتعدي الشارع وفيه عربيات؟
أنا: طبعا
عمر: بتدخلي مبنى ما دخلتهوش قبل كده علشان تخلصي مصلحة ليكي ؟
أنا: أكيد
عمر: بتركبي تاكسي لوحدك ؟
أنا: ايوة ايوة.. ايه الأسئلة العجيبة دى كلها ؟

عمر: طب ليه مش خايفة وانتى بتعدى الشارع عربية تخبطك لا قدر الله يبقى نبطل نعدى شوارع أحسن..ولا وانتى داخلة مبنى غريب يحصل لك حاجة ولا فى التاكسى تتخطفى مثلا ؟
يا سارة لو خفنا من كل حاجة عمرنا ما ح نعمل حاجة ابدا وبعدين احنا واخدين الطريق الشرعى أمام الله وأمام الناس ونيتنا احنا الاتنين اننا نرضي الله فى الحلال يبقى الخوف والفشل ح ييجوا منين ؟

أنا: أنا خايفة من اختلاف الشخصيات يا عمر يكون سبب الفشل
عمر: بصي ياسارة أكبر غلط كل البنات بترتكبه انها تتجوز واحد بشخصية معينة وتحلم انها تخلق منه شخصية مختلفة 180 درجة مفروض اننا نحب الانسان بمميزاته وعيوبه.. ونتقبله كما هو ونحبه زى ماهوّ

أنا: مش بيقولوا مراية الحب عامية ؟
عمر: دى مراية الحب مفتّحة ولها عشر عيون بقى انا مش ح اشوف الانسان اللى باحبه ؟ امال ح اشوف مين يعنى ؟ يعنى انا دلوقتي مش شايفك ؟

أنا: ياااااااه أول مرة..يعنى انت بتحبنى يا عمر؟؟؟؟.. برضه فى سري
عمر: سارة انتى فين ؟

أنا: انا سامعاك.. انت عارف يا عمر اكتر حاجة بتعجبنى فيك ايه ؟
عمر: غير انى شبه احمد السقا ؟

أنا: ههههه برضه مصمم ؟ ماشى يا سيدي.. لا بجد باحس انى باكلم حد من صديقاتي مش خطيبي يعني حاسة ان الصداقة بيننا بتكبر كل يوم ودى حاجة مفرحاني جدا
عمر: على فكرة ده نفس احساسي انا كمان.. عارفة ياسارة مهم جدا ان الأزواج يكونوا اصدقاء ده بيخلى التفاهم بينهم كبير جدا

أنا: انت عارف ياعمر الزواج عامل زى بيت من 3 ادوار الدور الاول الاعجاب والانبهار والرغبة الشديدة والدور التانى الحب والدور التالت الصداقة.. فلو غبار الزمن والتعود والمشاكل طمس الدورين الأول والتانى لا يمكن ح يوصل للتالت ابدا
عمر: انا بجد لقيت كنز لما لقيتك يا سارة.. انتى بجد مليتى على الدنيا انا حاسس انى مش محتاج حد تانى من الدنيا.. الحمد لله يارب
أنا: ربنا يخليك لى ياعمر

عمر: انا لى عندك طلب ياسارة ياريت نخلى حفلة خطوبتنا والشبكة نكتب فيها الكتاب كمان ايه رأيك؟
أنا: كتب كتاب !!!! بسرعة كده
عمر: بصي ياسارة ما تتخضيش..خدى وقتك وفكرى.. بس انا مش عاوز أغضب ربنا فى حاجة جوايا كلام كتير مش قادر أقوله ليكي.. ونفسي نخرج لوحدنا نشوف العالم مع بعض بعيونا احنا بس ونخلق ذكريات خاصة بينا احنا الاتنين.. وما تفتكريش انى كده بأقيّدك او بألزمك بحاجة لا يوم ما تحبى تبعدينى من حياتك ح ابعد بدون قيود

أنا: ايوة بس
عمر: بصي ياسارة ربنا هو اللى جمعنا و اعطانا نعمة كبيرة اننا قرّبنا لبعض بفضله وحده فمش معقول اننا نشكر النعمة دى بأننا نعمل معصية.. صدقينى لو أرضيناه ح يرضينا.. بصي فكري براحتك وردى عليّ.. معلش طولت عليكى انا بجد اسف الوقت معاكى بيعدى من غير ما احس.. حاسيبك ترتاحي دلوقتي.. خلي بالك من نفسك

أنا: تصبح على خير
عمر: تصبحي على خير يا ملاكي
***********
تابعووووووووووووووونا

الثلاثاء

قصة عمر و سارة (ج6)




سارة :
مكالمة أخرى مع عمر على تليفون البيت
هذه المرة اتصل أثناء مشاهدتي لمسلسل الرعب الأجنبي الذي أتابعه بشغف, ما علينا سأشاهده في الإعادة
وجدته طبيعيا...
أعني ليس حالما غارقا في الرومانسية كما أوحت لي الرسائل.. ارتاح قلبي لذلك, فأنا لا أحب الرجال معسولي اللسان.. حدثته عن مشاكل في عملي وأسداني بعض النصائح المفيدة بجانب بعض النصائح غير المفيدة
-ولكني لم أخبره بذلك بالطبع-

إلا أنني ذهلت وزاد إعجابي به عندما حدثني حول الاحتلال في العراق ووضع الانتخابات الفلسطينية.. إنه يعرف ما يتحدث عنه وله أراء خاصة رائعة ولا يدعي معرفته بكل شيء, مثل الذين يتحدثون وكأنهم كانوا مع بوش لحظة إعلان الحرب
أعجبتني سعة اطلاعه، وإن كنت أحبطت قليلا عندما عرفت أنه لا يهتم بالكرة, وأنا التي كنت أحلم بأن أذهب أخيرا للاستاد لأشاهد المباريات من هناك بعد زواجي. إلا أني –للحق- احترمته
فأنا لا أتخيله يجلس مثلي أمام التليفزيون يكيل السباب للاعبي الفريق المنافس والحكم الظالم دائما

في وسط الحديث تطرقتُ إلى موضوع الرسائل.. فسكت قليلا ثم قال بلهجة شديدة الرقة والعذوبة :زودتها شوية... مش كده؟
ولم أتمالك نفسي من الضحك
أحيانا ينتاب الشخص نوبة غباء يندم عليها كثيرا فيما بعد... وكانت هذه إحدى نوبات غبائي
كيف يكون هذا هو رد فعلي على هذه الرقة؟.. بالتأكيد سيظن أني بليدة المشاعر

ارتبك قليلا بعد ضحكتي الغبية ثم تجنب الحديث عن رسائله وشكرني على رسالتي وأثنى على خفة دمي الذي كان يغلي في هذه اللحظة من شدة غيظي من نفسي ومن ردود فعلي الغبية

انا ح اجى لكم بكرة شوية يا سارة -
قالها عمر لى فى التليفون فرديت باستغراب: ليه ؟
وطبعا كان رد غريب جدا فقلت له بسرعة: تشرف طبعاً
وقفلت التليفون وانا سعيدة جدا انى ح اشوف عمر بكرة لأول مرة من قراءة الفاتحة الظاهر انه واحشنى لا الحقيقة مش الظاهر انا فعلا نفسى أشوفه
رد فعل سارة غريب جدا ياترى هى مش عاوزة تشوفنى فعلا علشان كده اتخضت؟ ممكن تكون حست انها اتسرعت فى الخطوبة مثلا
طب ايه المطب ده ؟
دى هى واحشانى فعلا حيبقى شكلى ايه لو قابلتنى ببرود ؟ بس هى كانت طول المكالمة سعيدة
اوِوف.. البنات دي عاوزة خريطة علشان الواحد يفهمهم.. احسن أصلى ركعتين وانام علشان عندى شغل بدرى
عملت ماسك زبادى بالعسل قبل ما انام مع ان بشرتى مش محتاجة بس استعداد نفسى للقاء عمر المنتظر

ماما دخلت لقتنى ملزقة كده قالت لى مالك يا سارة قلت لها: اصل عمر جاى بكرة يا ماما
خرجتْ من الاوضة وهى بتقول لا حول الله يارب

غسلت وشى من الماسك وغمضت عينى وطفيت النور بس ما جاليش نوم خالص.. ايه القلق ده ؟
احاسيس ملخبطة جدا
جوايا فرحانة انى ح اشوفه وفى نفس الوقت سؤال بيزنّ فى عقلى: خلاص هو ده الانسان اللى ح اكمل معاه حياتى كلها لحد ما اعجّز زى ماما وبابا ؟

ده انا تقريبا ما اعرفوش !! بس هو مؤدب وطيب
ماهو كلهم بيكونوا كده فى الأول !!! على رأى صديقاتى ذوات الخبرة فى الارتباط

حطيت المخدة على دماغى علشان اهرب من التفكير وانام
ياااااه ده انا تقريبا مانمتش خالص وحاسس بصداع رهيب وعندى شغل بعد نص ساعة
آدى اللى خدناه من الخطوبة
ما انا كنت حر نفسى وأخر رواقة كل القلق ده ولسه قراءة فاتحة امال لما أخلف 5 ولا 6 عيال ح اعمل ايه ؟ أكيد ح اكون مت من زمان
قمت من النوم بعد ما صحيت ييجى ميت مرة وعندى حموضة كبيرة شربت سفن اب على الريق وطبعا كانت فاتتنى صلاة الفجر من النوم المتقطع
اتوضيت وصليت شعرت بهدوء واستعدت فرحتى بلقاء عمر النهاردة
يارب فرّحنى النهاردة يارب..
تالت فنجان قهوة باشربه والصداع ابتدى يروح شوية
اه لو سارة تدينى حتى رنة تعرفنى انها عاوزة تشوفنى هى كمان
فضلت ماسك الموبيل وسرحان لحد ما فوقت على صوت زميلى بيقول : يابختك يا عم تلاقى العروسة صبّحت عليك ييجى ميت مرة.. تيجى مراتى تشوف عمرها ما بتتصل بى الا لو كارثة حصلت ده انا حاطط لها تون سرينة اسعاف.. ههههههه

رميت الموبيل وقلت الصيت ولا الغنى !! يلاّ بقى يا سارة ربنا يهديكى
الوقت بيعدى بسرعة كدة ليه ؟ الساعة 4 وعمر جاى الساعة 8 طب ح البس ايه ؟ وح نقعد فين ؟ مش معقول نقعد لوحدنا فى الصالون حرام طبعا وكمان انا اتكسف جدا لا أكيد كل العيلة ح تقعد على قلبنا
طب حنتكلم فى ايه ؟
التليفون بيسهّل الموضوع لكن وجها لوجه دى صعبة شوية
ياااه ايه القلق ده كله ؟
ماما بتبص لى من بعيد و عينيها بتضحك على وبتقول فى سرها البنت اتجننت

قمت استحميت واسترخيت شوية وقعدت أنشف شعرى بالسشوار وأعمله كذا تسريحة مع انه مش ح يشوفه لأنى ح اكون لابسة الحجاب طبعا بس عاوزة أحس انى جميلة النهاردة ونفسى أشوف ده فى عينيه

ياترى ح أجيب ايه معايا وانا رايح ؟ آخد شيكولاتة ؟ ولا أبقى رومانسى واخد ورد
طب أنا نفسى أشترى هدية لسارة تفكرنا دايما باليوم ده أشترى لها ايه ؟
قعدت أفكر وانا فى العربية وراجع من شغلى لحد ما لقيت محل هدايا دخلت و جبت بوكية ورد أنيق ودورت على هدية سارة احترت شوية وبعدين لقيت دبدوب ضخم أبيض حاضن قلب أحمر
كان ضخم جدا وغالى جدا كمان !!! لكن تخيلت فرحتها بيه

يارب يعجبك ياسارة..
ارتديت عباءة مغربى جميلة مطرّزة بالقصب أهداها لى خالى من الخليج
لم أرتدى تايير أو ما شابه مش عارفة ليه يمكن كنت عاوزة أحس أنى لا أستقبل ضيف غريب بل من أهل البيت
وضعت مكياج خفيف جدا مجرد انه يظهر وجهى نضر لا أكثر ولفّيت الطرحة بطريقة جديدة زادتنى أناقة ونظرت فى المراية ووجدت بريق جميل فى عينى لم أره من قبل
يارب اسعد كل البنات زيي
وأفقت من سرحانى على صوت جرس الباب وصوت أمى بيقول
:
..عمر جه يا سارة
يتبع:

الاثنين

قصة عمر و سارة (ج5)




سارة :
لم أصدق أنه قد تمت قراءة فاتحتي بالرغم من أني قرأتها معهم وإن كنت لم أعِ منها سوى "الحمد لله".. كنت أنظر إلى خاتم الفراشة على يدي باستغراب. لقد امتلكت عدة خواتم ولكني لم أشعر بهذه المعاني التي أحملها من قبل
أشعر أن عمر وضع علامة عليّ تشير إلى أني أصبحت له ولكن... لكن عمر لا يحمل أي علامة تشير إلى أنه أصبح لي.. ربما أقوم بعمل علامة في وجهه عندما يزورنا في المرة القادمة!! أم أنه قد يعتبر ذلك فظاظة مني

يا ربي لا أستطيع أن أكون جادة حتى عند التفكير في مستقبلي. لكني لم أرَه سوى مرتين وادبست ووافقت على قراءة الفاتحة
كل هذا بسبب حماس أبي له وألفته السريعة مع والده
آه ياعمر..... قلبي بيرفرف لما بافكر فيه، وبالرغم من ذلك فمازلت أشعر بالقلق بسبب موافقتنا السريعة, إلا أن أمي أخبرتني أن الفاتحة مجرد ربط كلام" ليتسنى لي لقاء عمر عدة مرات حتى أوافق على إتمام الخطوبة
أنتظر مكالمة عمر على التليفون ولا أدري كيف سأبدأ أي حوار معه؟
عمر:
الغريب أني لا أشعر بشيء مختلف لكوني أصبحت (قاري فاتحة) لم أتعرف على سارة بشكل عميق, وإن كنت أشعر بشيء لا أستطيع وصفه يثير البهجة في قلبي كلما مرت على بالي، وما أكثر المرات التي تمر فيها على بالي، بل إنها بالأحرى تسكن حاليا في بالي

المفترض أني سأتصل بها لتتوطد معرفتنا قبل إعلان الخطوبة وهذا ما يثير توتري فأنا في العادة "دمي خفيف" وكثير الكلام ولكن أخاف أن يجعلني التوتر أخرس كما حدث في لقائنا الأول. أخاف أن أبدو سخيفا وثقيل الظل. فالبنات لا تحب ثقيلي الظل
كيف أستطيع أن أظهر جمال شخصيتي الرائعة في حديثي معها
" افتح عليّ يا رب"
المفروض إنه يتصل بالتليفون على البيت, لأننا لسه ماعرفناش موبايلات بعض.. الواحد محرج شوية, مش علشان هاكلمه, فأنا بعون الله أكلم الأسد بس وهو في القفص طبعا المشكلة هي وجود بابا. كيف سأحدث "راجل" في وجود بابا؟
هو صحيح راجل طيب..لكن... المشكلة الحقيقية هي كيف سأتحدث مع عمر؟
لا أريده حديثا عاديا, أريد أن أستخرج منه كل أسرار شخصيته وأعرف عيوبه وأريده أن يعرفني جيدا, فهو لم يعرف سوى سارة الهادئة الخجوله
سأتصل بإحدى صديقاتي المخطوبات لعلها تفيدني في اختيار موضوعات للحوار
ووقعت القرعة على فاطمة", المخطوبة الأزلية منذ كنا في الصف الأول الجامعي وحتى الآن, وقد انفجرت فاطمة في الضحك عندما عرفت طلبي منها وقالت لي ساخرة: عايزة تعرفي كل ده من أول مكالمة؟ يا بنتي إنتي يادوبك في مرحلة النحنحة.. إنتي وهو هتتنحنحوا على بعض! قدامك شوية حلوين عقبال ما تعدي مرحلة وش القفص, ده أنا يا اللي مخطوبة بقالي سنين لسه باشوف العجب من حسن", يا بنتي إنتي دخلت مشوار المليون خطوة وإنت يادوبك في أول خطوة

طبعا ارتفعت معنوياتي جدا بعد مكالمة فاطمة
عمر:
رجعت من الشغل واتغديت ونمت وصحيت والمفروض أكلم سارة, اتصلت بالرقم وأنا بادعي إنها هي اللي ترد، وبالطبع ردت والدتها..أنا عارف حظي.. فسلمت عليها وسألت عن عمي وسألتني هي عن والدي ووالدتي
ثم سادت لحظة صمت محرجة
حيث تنتظر هي أن أطلب الحديث مع سارة، بينما أنتظر أنا أن تتفضل هي من نفسها بنداهها. تنحنحت مرتين وأخذت نفسا عميقا و... قبل أن أنطق, قالت هي: طيب هناديلك سارة

تألمت أذناي حينما انطلق صوت موسيقى الانتظار المزعج والمفاجئ ثم انتهت الموسيقى وسمعت خروشة ثم صوت سارة
سارة: السلام عليكم
أنا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سارة: ازيك يا عمر
أنا: الحمد لله... ازيك إنت؟
سارة: الحمد لله, وبابا وماما عاملين إيه؟
أنا: الحمد لله
سارة: وإخواتك؟
أنا: الحمدلله
سارة: إنت بتختم الصلاة يا عمر؟
أنا (بدهشة): لأ.. ليه؟
سارة: أصلك مابتقولش غير الحمد لله, فحسبتك بتسبح بعد الصلاة ولا حاجة
فهمت الدعابة وضحكت بشدة, وبدأت أسألها هي الأخرى عن أحوالها وعن عملها وكذلك تحدثت هي و... استمرت المكالمة 66 دقيقة

والحق أني لم أرد إنهاء المكالمة, إلا أني لاحظت أن والدتها دخلت إليها ووجهت إليها الكلام, فخشيت أن أسبب لها الحرج وأخبرتها بأني سأحدثها غدا. وبالطبع كانت المكالمة وكأنها مع واحد صاحبي وبخاصة أنها لا تكف عن السخرية وإطلاق النكات, مما جعلني أبادلها الضحك
وبالتالي لم تكن المكالمة رومانسية على الإطلاق, ولكنى استطعت أن أستجمع شجاعتي وأن أقول لها: هتوحشيني قوي لحد بكره.. وقفلت الخط سريعا وكأن والدتها ستجذبني من ملابسي من خلال السماعة
لم أتخيل أن تسير المكالمة مع عمر" على هذا النحو
كنت أغسل المواعين في المطبخ, بينما أفكر أنه لو اتصل الآن سيكون شيئا شاعريا جدا أن أتلقى أول مكالمة من خطيبي وأنا أقف على الحوض

وبالفعل اتصل عمر أثناء غسيلي للبراد.. بدا محرجا في بداية الحديث ولكني كسرت الجليد وضاحكته, واتضح لي بعد ذلك أثناء المكالمة أنه "واد دمه خفيف", وبالطبع هذا ليس تقليلا من شأنه, فهو يبدو رجلا حتى في هزاره

وبعد تبادل الحديث وتبادل أرقام الموبايلات.. حيث أخبرتني أمي قبل المكالمة بأنه يمكنني تبادل أرقام الموبايل معه.. بعد كل هذه الثرثرة أنهى مكالمته بجملة تختلف عن جو الشقاوة الذي ساد المحادثة وقال لي برقة إنه سيفتقدني

يا ربي دايما ينهي كلامه بجملة تخلي قلبي يتهز.. يبدو أنها صارت عادة لديه... وقاطعت أمي تأملاتي الرومانسية بعد المكالمة –وكم تعددت مقاطعتها لي أثناء المكالمة!– وقالت لي: إيه كل الضحك ده يا سارة؟ هو إنت بتكلمي فاطمة" ولاّ مروة؟ مش تعقلي شوية

ظننتها في البداية ستتحدث عن طول وقت المكالمة ولكنها أحرجتني بحديثها عن كثرة ضحكي, هل يمكن أن يظن عمر أني أضحك أكثر من اللازم؟ لكنه كان يضحك هو الآخر
يووووووه هو كل شوية قلق

رن.. رن.. رن... وفرحني

في العادة تعبر الأغاني عن المشاعر, ولكن هذه المرة عبّر إعلان خطوط تليفون عن مشاعري
"رن.. رن.. رن.. رن.. وفرحني"
يشدو بها كاظم الساهر وأنشز أنا بها طوال اليوم مع رنات عمر الكثيرة على الموبايل
أمس, بعد أن انتهيت من أولى مكالماتي معه أرسل لي رسالة بها دعاء جميل: اللهم لي أحبة أتذكرهم كلما نبض الفؤاد وحن، وأدعو لهم كلما دنا ليل الظلام وجن.. إلهي ظلل أحبتي بالغيوم وأبعد عنهم كدر الدنيا والهموم.. أدخلنا الله جميعا من باب الريان وأعتق رقابنا من النار
رسالة دينية وإن كانت تبدأ بـ"أحبة"، واخدين بالكم؟
أما اليوم فقد رن عليّ 8 مرات حتى الآن, أما بالنسبة لي فقد رننت له مرة واحدة... لا أدري لماذا... "تُـقل" كما يقال
للحق أشعر بالخجل من أن أرن عليه كثيرا. ولكني فرحانة أوي برناته.. بالطبع أنا في عملي وزميلاتي يلاحظن أني أبتسم بلا داع مرات عديدة
أبتسم عندما أتذكره
وأبتسم عندما يرن
وأبتسم عندما لا يرن
"باين عليَ اتجننت"
آآآآآه لو تدوم سعادتي هذه للأبد
وصلتني رسالة جديدة من عمر, جعلتني لا أتمالك نفسي من الضحك و (اضطررت) بعدها أن أرن عليه مرتين
كانت الرسالة تقول: كده مش حلو.. لا رنة.. ولا ألو.. ولا علينا تسألوا... طب حتى رنة واقفلوا
فكرت أن أرسل له رسالة حتى لا يظن أني بخيلة ولا أريد أن أضيع رصيدي
احترت هل أرسل له رسالة دينية أم رسالة ضاحكة. في النهاية قررت الرد على رسالته كالتالي: قلت للطير المسافر وصل سلامي للغاليين.... قال لي سواق أهلك أنا؟
بعد أن اضطررت لإنهاء حديثي مع سارة قمت بحفظ رقم تليفونها المحمول على تليفوني على الفور
أحببت أن أظهر لها اهتمامي! ومشاعر أخرى بالطبع, فأرسلت لها رسالة تحمل دعاء "للأحبة".. لم تقم بالرن عليّ فظننت أنها لم تقرأ الرسالة بعد
في اليوم التالي قمت بالرن عليها مرات عديدة ولكنها لم تجبني سوى برنة واحدة.. بصراحة غضبت
"هي مش معبراني ليه؟"
كان هذا السؤال ينغزني وكأنه شوكة

سألني زميلي في العمل عن سر تجهمي, لم أخبره بالسبب... لا أعتقد أنه يصح أن أتحدث عن مشاكلي مع خطيبتي مع أحد
...... ولكن
مع منتصف اليوم لم أستطع أن أتحمل تجاهلها, فكرت أن أحدثها على الموبايل ولكن كرامتي "نقحت" عليّ. لم أجد سوى أحمد..صديقي الحميم والذي خطب منذ عدة أشهر لأتحدث معه. وأحمد يعمل معي في نفس الشركة ولكن في قسم آخر.. رننت عليه, ففهم أني أريده وتقابلنا في كافيتيريا الشركة كالعادة

وجدني مغتاظا فقال: أهلا... مش بدري على فردة الشراب المقلوبة دي
أخبرته بالموضوع فضحك وأجابني: مشكلتك يا عمر إنك أبيض يا ورد... بس هي مش مشكلة قوي يعني.... باين إن سارة كمان أبيض يا ورد زيك.... إنت عمال ترن ترن على البنت عشان دي أول مرة تعرف بنات وعايز تحس إنك بترن وبيترن عليك, وسارة غالبا مش متعودة على الكلام ده ومحرجة ترن عليك كتير...... ياسلااااام
نزل عليّ كلام أحمد كالبلسم وغضبت من نفسي لأني غضبت من سارة.. وكان أحمد نعم العون حتى إنه بعث لي رسالة لعلاج هذه الحالة..كما قال ، وقمت أنا بإرسالها لسارة
وعدت للتحليق فوق السحاب عندما ردت عليَ سارة هذه المرة برنتين ورسالة دمها خفيف
أربع رسائل في يوم واحد.... كتير برضه! الواد ده ماشي بموبايل خط ولاّ بيزنس ولا إيه؟
هو صحيح إني فرحانة جدا بكل هذا الاهتمام ...لكن هي دي المشكلة.. أنا باخاف لما بافرح قوي.. باشعر إن فيه حاجة غلط
ماسورة الرسائل اللي انفجرت دي مش مطمناني
أخاف أن يكون عمر حالما أكثر من اللازم.. قد يبدو كلامي غريبا ولكني أحب الرجل الراسي أريد رجلا يساندني على أرض الواقع.. لا أحب الرجال المغرقين في الرومانسية
لم يتهمني يوما أحد بالرومانسية, ولكني مع سارة أخاف أن يكون هذا عيبا
لست قاسي القلب بالطبع ولكني لا أجد أن الكلام الرومانسي الكثير يعني شيئا. أشعر أني أحبها وغالبا ما سيزداد هذا الحب مع الأيام ولكني لا أحب كلمة "أحبك" التي تتكرر كثيرا بين الأولاد والبنات. ولكني أخاف أن يجعل ذلك سارة تكرهني ولذا قررت أن أكون رومانسيا معها في رسائل الموبايل
أرسلت لها كل رسائل الحب التي وجدتها ذلك اليوم, وكانت أربع رسائل
....... أربع رسائل في يوم واحد
"كتير.. مش كده؟"
أدركت هذا عندما وصلت للمنزل مساء. قد تراني سارة الآن "مدلوقا". ولكن.. لا
هي لا تفكر بهذه الطريقة
أو... ربما هي تفكر بهذه الطريقة...
لاحول ولا قوة إلا بالله... كنت قد قررت أن أتصرف بمثالية في هذه العلاقة ولكن ها أنا وقد بدأت بخطأ.... أفففف
تاااااااااااااااااااااا بعوووناااااااااااااا ...



الأحد

قصة عمر و سارة (ج4)




سارة :
تحرى كولمبو (أبي سابقا) عن عمر فوجد أن سيرته ممتازة بين جميع معارفه ومن ثم اتصل أبي بعمي وأخبره عن موافقته واتفقا على قراءة الفاتحة يوم الإثنين القادم، وظل أبي يتحدث مع عمي على التليفون قرابة نصف الساعة حيث إن كليهما يهتم بمشاهدة القنوات الإخبارية وكانا يتناقشان حول برنامج ما
يبدو أن علاقة أبي بعمي ستتوطد قبل أن تتوطد معرفتي بـعمر
أخبرني أبي بعد إنهاء المكالمة أن عمي وطنط وعمر يسلمون عليّ
شعرت بالاشتياق لرؤية عمر مرة أخرى, إلا أنه –بالطبع- لن يكون بيننا أي اتصال قبل قراءة الفاتحة

عمر :
لم أحاول التحري عن سارة لأني أولا ارتحت لها، وثانيا أمي تعرفها وتعرف والدتها، وثالثا أنا ماعرفش ازاي أتحرى عن حد
ولكني -للحق- فكرت أن أذهب لأراها وهي خارجة من عملها فقد شعرت بأني بحاجة لأن أراها
شيء ما جعل قلقي يزول من جهة موافقتها عليّ أم لا.. فأنا أظن أني تركت لديها انطباعا جيدا
وجاء الخميس موعد رد عائلة سارة علينا وجلست بجوار أبي وهو يرد على تليفون عمي. ظلا يتحدثان في بداية المكالمة عن برنامج سياسي ما وأنا جالس على الشوك في انتظار الجواب. وأخيرا سمعت أبي يضحك ويحمد الله ويقول له عن سعادته بالنسب المرتقب بيننا, فالتقطت أنفاسي وخرجت إلى البلكونة
كنت أشعر شعورا غريبا وكأن كل شيء يبرق أمامي
أحسست أني أريد أن أحضن العالم كله وأقبله. كنت أعرف أني سأبدأ مشروع حياة وأني سأكافح من أجل تجهيز نفسي إلا أن هذا الشعور الغامر بالسعادة أنساني أي قلق
وسألت نفسي: كم سأنتظر لأقف مثل هذه الوقفة مع سارة في بلكونة منزلنا؟

سارة:
هل يُعقل أن أحب شخصا رأيته لمرة واحدة؟
أم أن هذا الشعور بقبوله الشديد ناتج عن صلاة الاستخارة؟
هل الله يعطيني إشارة بأن عمر لي وأنا له؟
أنتظر يوم قراءة الفاتحة بسعادة شديدة. ولم أعد أعاني من الحموضة
الحمد لله


قراءه الفاتحه

عمر :
جاء الإثنين الغالي
احترت في الهدية التي يجب أن أقدمها لـسارة
أخبرتني أمي بأنه يمكن أن أشتري لها خاتما لقراءة الفاتحة وأخبرتني أنها يمكن أن تنزل وتختاره لي ولكني أخبرتها أني سأشتريه بنفسي
ذهبت إلى الصائغ ولم أكن أعرف مقاس إصبع سارة إلا أني حاولت التخمين قياسا على حجم يديها
كنت أريد خاتما مميزا
فكرت بأن يكون خاتما ذا فص مثل خواتم الزواج التي أراها في الأفلام الأجنبية, إلا أني وجدت خاتما عليه فراشة تبدو وكأنها حقيقية, لا أدري لماذا ذكرتني الفراشة بسارة, فدعوت دعاء الاستخارة واشتريت الخاتم
يا رب يعجبها
سارة :
لا أدري ماذا يجب عليّ أن أرتدي في قراءة الفاتحة. هذه المرة كنت أريد أن أبدو متألقة
بعد تفكير ومحادثات مع صديقتي ومع ماما ومع المرآة اخترت طقماً لبني اللون ووضعت بروشا على هيئة فراشة يشبك الطرحة مع البلوزة
يا ترى عمر بيحب اللون اللبني؟
يا رب.. يا رب.. يا رب خلّيني فرحانة النهارده
عمر :
أحضرت علبة شيكولاتة ونحن في طريقنا إلى بيت سارة
في هذه المرة كان معي أولاد عمي في سيارتنا وكذلك أختي. بينما كان أبي وأمي في سيارة عمي وزوجته يلحقون بنا
في هذه المرة ظل أولاد عمي يثرثرون معي وظللنا نضحك طوال الطريق ونحن نسمع ليلة من عمري لـعمرو دياب
عندما دخلت منزل سارة هذه المرة كنت أكثر راحة
كان المنزل مزدحما نسبيا عن المرة السابقة حيث حضرت خالة سارة وزوجها وأعمامها الثلاثة
عندما دخلت كانت سارة تكلم أحد أعمامها في ممر يطل على الصالون, التفتت ورأتني وأنا أتجه صوب الصالون فابتسمت لي وابتسمت لها
كانت ترتدي طقما لبني اللون يجعلها تبدو جميلة كالسماء. واتسعت ابتسامتي حينما لاحظت أنها تضع بروشا على شكل فراشة

سارة :
دخل عمر هذه المرة فجأة فقد ظننت أن أبي يفتح الباب لزوج خالتي الذي وقف على السلم ليدخن سيجارة, حيث إن أمي لا تسمح بالتدخين داخل المنزل, وكان أبي واقفا على الباب يتحدث مع زوج خالتي وصديقه في نفس الوقت حتى يهون عليه وقفة السلم. ولكني استدرت لأجد عمر أمامي يبتسم ويحمل علبة شيكولاتة.. لقد زادت معزته في قلبي لما أتى لي بالشيكولاتة
بعد أن قدمنا الجاتوه والحاجة الساقعة, تحدث أبي مع عمي وتعرف الجميع على بعضهم البعض وسألني عمر عن حالي
كان الجو مزدحما هذه المرة, ولكن عمر كان هادئا ومازالت لديه عادة اختلاس النظر إليّ
في وسط كل هذا وجدت أبي وعمي يقولان: نقرا الفاتحة بقى
رفع الجميع أيديهم ليقرءوا الفاتحة ونظرت تجاه عمر فوجدته بالطبع ينظر لي وقرأنا الفاتحة وأعيننا متشابكة.. وشعرت وكأني خارج كل زحام الصالون وكأن جسدي كله قد تخدّر

عمر :
قرأتُ الفاتحة وسارة تجلس في عيوني
تجرأت هذه المرة ونظرت إليها بثبات أثناء قراءة الفاتحة, ولم تبتعد عني بعينيها
أخرجتُ الخاتم وقدمته لـسارة التي ضحكت وقالت والدتها: إنت كنت عارف إن سارة هتلبس بروش على شكل فراشة ولا إيه؟
ولكني لم أكن أعرف, أنا حتى لم أعرف رقم تليفونها وخفت أن يظن عمي أني اتصلت بها من ورائه فأنكرت على الفور فضحكت سارة وضحك الجميع.... وشاركتهم الضحك

سارة :
لم أصدق نفسي عندما رأيت الخاتم, فقد كان جميلا جدا. فأنا أحب الفراشات بشدة
لقد أتى لي عمر بشيكولاتة وفراشة من ذهب
يبدو أني سأحب هذا الفتى

يتبع

السبت

قصة عمر و سارة (ج3)










يلالالا نشوف باقي احداث خطبة عمر و سارة ....

تفكير...تفكير....وقلق شدييييييييد

دخلتُ غرفتي بعد ذهاب عمر وأهله وغيرت ثيابي وخبأت نفسي تحت الأغطية حتى لا تأتي أمي وتسألني عن رأيي

لا أنكر أن شيئا ما تحرك في قلبي, بل إن صوته المنخفض وهو يقول: أشوفك قريب يا سارة قد دغدغ أحاسيسي

أريد أن أقول إنه يعجبني وإني موافقة ولكن ما أدراني برأيه هو؟ وكذلك ما أدراني بأن مشاعري هذه ليست لحظية؟

ربما عمر هذا ليس جيدا كما يبدو.. إنه ليس طويلا كما كنت أرغب.. صحيح أنه أطول مني ولكن
....
هل يمكنني أن أقضي باقي عمري مع "عمر"؟ هل هو المقدر لي أم لا؟

يا رب ارحمني من الصداع.. غدا أصلي صلاة استخارة مرة أخرى, وربنا يقدم ما فيه الخير

نمت مباشرة بعد عودتي من عند بيت سارة, فكرت في صوت ضحكتها قبل نومي مباشرة إلا أن التوتر الذي أصابني طوال اليوم جعلني مرهقا ونمت فورا

في اليوم التالي استيقظت وصليت الفجر والاستخارة ونمت ساعة قبل الذهاب إلى عملي.. لم أرَ مناما أو أي شيء وإن كنت لا أعتقد في موضوع المنام, ما يهم أني أشعر بارتياح عام للموضوع

في العمل تذكرت أني لم أحصل على رقم تليفون سارة, أردت محادثتها.. سآخذ رقمها من أمي ولكن هل يصح أن أتصل بها ونحن حتى لم نقرأ الفاتحة بعد؟ سأتحدث مع أمي في هذا الموضوع عند رجوعي للمنزل

أثناء فترة الراحة تذكرت أني بقراري الزواج من سارة أحكم على نفسي بالعيش معها للأبد
إنها جميلة ويبدو أنها طيبة، ولكن هل يمكن أن يكون بها عيوب خفية لا أستطيع تحملها؟

كنت سأجعل أبي يتصل اليوم بأهلها لتحديد موعد قراءة الفاتحة ولكني أحتاج أن أعرفها أكثر, ربما تكون بخيلة أو... سليطة اللسان... لا.. لا يبدو أنها قد تنطق يوما بكلمة سيئة

أصابني الصداع من كثرة التفكير وشعرت بأن أذنيّ قد سخنتا بشدة.. يارب اهدِني

يبدو أن هذا الموضوع سيجعلني أستهلك كميات كبيرة من الـ"سفن أب", فالحموضة لا تريد أن تذهب.. أفكر طوال الوقت في الموضوع
هل أقبل؟
هل أرفض؟
ولماذا أرفض؟ هل سيقبلني عمر؟؟.. أم؟
قد يكون به عيوب شديدة القبح وهو يخفيها بهذا المظهر الجميل
ربما يكون من الذين يضربون النساء، ولكن لا... يبدو أنه محترم، ووالده كذلك رجل محترم وخلوق.. لا يمكن أن يكون كذلك.. هل يمكن أن يكون "بصباص" ولكنه خجول؟ ربما يمثل؟

آآآآآآآه الحموضة هتقتلني.. مش عارفة أقول إيه لماما لما تسألني عن رأيي

خايفة أوافق وبعدين عمر مايردش يبقى شكلي وحش وكمان خايفه أوافق وبعدين عمر يطلع شخص سيئ.. إن أهلي متحمسون له وبهذا إذا ظهر أنه شرير سأقول لهم إنهم هم الذين وافقوا عليه من البداية

يا ترى عمر وأهله هيتكلموا إمتى؟

وصلت البيت وأنا منهك ولم تكن لدي شهية للطعام فذهبت للنوم

استيقظت بعد المغرب فصليت وجلست مع والدي في الصالة.. أخفض أبي صوت قناة الجزيرة التي لا يتابع غيرها هي وقناة العربية للأخبار.. التفت لي وسألني عن حالي فحمدت الله، ودار بيننا هذا الحوار

بابا: نويت على إيه إن شاء الله؟
أنا: مش عارف, كنت متحمس بس دلوقتي قلقان
بابا: طبيعى جدا.. إنت مش استخرت؟
أنا: مرتين
بابا: وحاسس بإيه؟
أنا: مش عارف
ضحك أبي وقال: عادي برضه.. أنا ساعة ما اتقدمت لأمك عقلي شتّ من التفكير
تدخلت أمي: ماتصدقهوش ده حفي عشان أنا أوافق
أكّد أبي كلامها ضاحكا وقال: شوف يابني البنت كويسة وأهلها طيبين وإن كنت خايف من حاجات ممكن تظهر في المستقبل, فإنت استخرت وإذا كان الموضوع خير هيمشي وإن ماكانش الأمور هتخلص لوحدها.. شوف إنت مبدئيا حاسس بإيه تجاهها؟
أنا: هي عاجباني وأنا مرتاح لها بس
....
بابا: من غير بس, شعورك المبدئي كويس, احنا نقرا الفاتحة مع الناس وبعدها تشوفها وتتكلم معاها عند أهلها كام مرة، ولو زاد ارتياحك ليها نكمل ونعمل الخطوبة اللي برضه هتكون فترة اختبار بينكم, وإن ماحصلش توفيق يبقى كل اللي يجيبه ربنا كويس, ولا رأيك إيه؟

أراحني كلام أبي ووافقت عليه

بابا: يبقى اتصل بقى بـ"عمار" واسأله إمتى هنعرف رأيهم؟
أنا: رأيهم؟ أنا حسبتك هتحدد ميعاد الفاتحة
ضحك أبي وقال: ليه هو إنت مادام وافقت يبقى العروسة وافقت؟

عرفت بعد اتصال أبي بأهل سارة أنهم طلبوا أسبوعا لإبداء رأيهم وعاد إليّ توتري, فأنا قد أبديت رأيي المبدئي في اليوم التالي مباشرة, لماذا تحتاج هي إلى أسبوع؟ أهي محتارة لهذه الدرجة؟ ألم تعجب بي كما أعجبت بها؟

حاولت أمي طمأنتي بالحديث عن أن الفتيات يأخذن وقتا أطول من الرجال في إبداء رأيهن وأن أهلها يجب أن يسألوا عني، فسألتها غاضبا: ألا يجب أن أسأل عنها وعن أهلها أنا الآخر؟
ردت أمي بأنها تعرف أهلها جيدا وإذا أردت يمكنني أن أتحرى عنها هي بنفسي
فسألتها: كيف؟
فقالت روح ليها الشغل.. وتركتني أمي لحيرتي وقلقي..

اتصل أهل عمر ليعرفوا رأينا وتنفست أنا الصعداء

فمعنى اتصالهم أن عمر وافق عليّ ويريد أن يعرف رأيي.. انزاح من على قلبي هم ثقيل

كنت مرعوبة من فكرة أني أعجبت به وهو قد لا يعجب بي, على الرغم من كلمته:أشوفك قريب يا سارة

بعد جلسة طويلة مع أمي قررت الموافقة على قراءة الفاتحة لكي أستطيع أن أراه عدة مرات قبل أن أوافق على الخطوبة.. ولكن أبي قرر تأجيل إخبارهم بقراري إلى أن يذهب إلى عمل عمر ويسأل عنه.. وسمعت من أمي خطة أبي لمعرفة كل شيء عن عمر من زملائه ورؤسائه في العمل, بل وجيرانه كذلك, فأبي رجل طيب وهادئ ولم أتوقع أن يتحول إلى المحقق "كولومبو" من أجلي

قارب الأسبوع على نهايته وأشعر (قليلا) بأني أريد أن أرى عمر

يتبع








الخميس

قصة عمر و سارة (ج2)





ساره:
الخميس المنتظر قد حان وتوتري أصبح لا حدود له وإن كان مصحوبا بلسعة سعادة
فهي ليست سعادة بالمعنى الكامل، ولكني متحمسة للموقف واهو على رأي "نبيلة السيد": عريس يا اماااي

ليس من عادتي استخدام الماكياج وفكرت لفترة أن أستخدمه هذه الليلة، ولكني تراجعت, فليرني كما أنا، وإن ماكانش عاجبه يبقى أنا خسارة فيه!! لكني قمت بعمل عدة ماسكات لبشرتي من باب رفع معنوياتي لا أكثر ولا أقل

تحدثت تليفونيا مع "أنتيمتي" وظلت تنصحني بما أفعله عند اللقاء المرتقب, مثل أن أدخل وعيني معلقة بالسجادة وعلى وجهي يرتسم الحياء، وأن أجلس على طرف المقعد ولا "أنجعص" مثل الأولاد مثلما أفعل دائما ، وكنت أضحك على ما تقوله وأعدها بأن أفعل العكس, فهذا العريس عليه أن يعرفني كما أنا بلا تزويق, فأنا عصبية ولا أطيق تحكمات الرجال و.... و

كنت أتحدث مع صديقتي كل ساعة ووالدتي لم تحاول تأنيبي على كثرة استخدامي للتليفون كعادتها، حيث يبدو أنها كانت تقدر توتري واحتياجي للمكالمات معها

وجاء وقت الغذاء ولم أستطع الأكل من شدة التوتر. للحق كنت أحاول أن أبدو طبيعية أمام الجميع وكأن الموضوع لا يهمني، ولكن معدتي الخائنة فضحتني عندما أصبت بالحموضة من شدة التوتر وظللت أشرب في "سفن أب" وأشتم نفسي في سري

وجاءت الساعة السابعة والنصف مساء وأصبح يفصلني عن لقاء العريس المرتقب دقائق.. ربنا يستر

قال عمـــر

:

جاء الخميس بسرعة معتدلة نسبيا فقد كنت أترقب رؤية العروس التي أخبرتني والدتي أني رأيتها من قبل، ولكني لم أستطع تذكرها، وكذلك كنت خائـ........... قلقا من الموضوع

كنت أتساءل هل سأرتاح إليها فور رؤيتها؟ هل هي جميلة و"رخمة"، أم تكون خفيفة الدم و... "وحشة"؟
هل يمكن أن أعجب بها ولا تعجب بي أو العكس؟
أعصابي مشدودة ولا أستطيع حتى ربط الكرافتة ونحن نستعد للذهاب

دخل أبي الحبيب حجرتي وربط لي الكرافتة، ورأيت الدموع تلمع في عينيه فقلت له: إيه يا أبو عمر ده أنا لسه رايح أتقدم مش رايح أكتب كتاب ولا أدخل، فرد عليّ بأنه لا يصدق بأن الله قد أكرمه ومد في عمره ليرى ابنه البكري يذهب ليخطب، وأني سأعرف شعوره يوم أن أذهب مع ابني لأخطب له

ضحكت كثيرا, فأبي يتحدث عن ابنه وأنا لم أرَ العروس بعد. خفف حديثي مع أبي قليلا من توتري حيث إنه ظل يحدثني عما يجب أن أبحث عنه في العروس، ثم دعا لي فارتاح قلبي وأكملت ارتداء البذلة

نزلنا من المنزل وقمت أنا بقيادة سيارة أبي، حيث كان لا يقودها ليلا، وشغلت شريط أم كلثوم ليطرب أبي وكذلك لهدف آخر خبيث وهو أن ينشغل أبي وأمي بسماع "أغدا ألقاك" حتى لا يتحدثا معي لأني لم أكن في حالة تسمح لي بالحديث.. ربنا يستر

جرس الباب
ترررررررن

من داخل المنزل.. تقول ســـارة في سـرّها
:
أنا مش عايزة أشوف عرسان
.. ودخلتْ إلى غرفتها

ومن خارج المنزل.. يقول عمــر في سـرّه
:
يا رب الأرض تنشق وتبلعني.. أنا إيه اللي خلاني أفكر في الجواز؟


يدخل "عمر" مطأطئ الرأس ويسلّم على حمى وحماة المستقبل و
دعونا من التفاصيل ولنقفز للحظة الحاسمة مع دخول سارة


دخلتُ الصالون وقد تعلقت عيناي بالسجادة وحاولت استجماع شجاعتي لأبدو طبيعية إلا أني كنت في أسوأ حالات خجلي الذى لم أعهده من قبل. لمحت لون بذلته البيج وحذائه البني، ثم قادتني أمي فسلمت على والديه ورفعت رأسي لأحييه وأخييييرا رأيته


أول ما لفت نظري كان عينيه وابتسامته، أو بالأحرى مشروع ابتسامة.. يبدو أنه كان غارقا في الخجل هو الآخر فلم يكن يعرف هل يبتسم أم يبدو جادا، أما عيناه........ فكانتا صافيتين! وكان نظره لا يستقر على شيء حتى أني ظننت أنه ربما يكون أحول


وكادت الفكرة تجعلني أضحك, وفجأة احمر وجهه و... و....... وكان وسيما حتى في خجله هذا, فابتسمت وجلست ولاحظت أنه يتمتم بشيء ما، أو لعله "يبلع ريقه" فقد مد يده بعد ذلك وتناول كأس العصير ليشرب منه
عمر :
جلست على كرسي منفرد في الصالون، بينما احتل والداي الكنبة، وجلس والد العروس على الكرسي المجاور لجهة أبي, بينما ذهبت والدتها لغرفة داخلية ثم خرجت تتبعها سارة
..............
ورأيتها جميلة
وكأني رأيت هذا الجمال من قبل وأعرفه, وذهب عني توتري في لحظة وانشرح قلبي لها. لا أقول إنه حب من أول نظرة، ولكن شيئا ما جعلني أشعر أني لن أتركها لأحد غيري. لم أستطع منع نفسي من التمتمة بـ"الحمد لله"، ونظرت إليها فظننت أنها تغالب ضحكة تكاد تخرج منها فعاد إليّ توتري لظني أنها رأت شيئا بي يثير الضحك، إلا أنها ابتسمت وجلست فحمدت الله ثانية وتناولت كوب العصير من أمامي فقد جف ريقى
ساره:
بدأ والدي يحدّث عمر عن عمله وعن الشركة التي يعمل بها وظهر أن أبي يعرف أحد المهندسين بتلك الشركة،حيث كانوا زملاء دراسة وأوصى أبي عمر بأن يسلم له على صديقه القديم ويذكره بصاحبه عامر عبد المحسن

وتحدث عمي مع أبي عن وضع شركات القطاع الخاص, بينما بدأت طنط في الحديث معي عن عملي وعن طبيعة دراستي ولاحظت أثناء ذلك أن عمر يسترق النظر إليّ كل دقيقة فتملكتني بجاحة غريبة ونظرت له في عينيه بينما كان ينظر إليّ, وظننت للحظة أن روحه ستخرج من فمه , فقد فوجئ بعينيّ في عينيه فثبت وجهه وتحرك فمه وكأنه سيقول شيئا ما إلا أنه لم يصدر أي صوت ولم ينقذه سوى أن وجه له أبي سؤالا عن شيء ما في شركته فالتفت إليه، وشعرت أنه بالكاد استرجع روحه التي تدلى نصفها من فمه وانفجرت في ضحكة في داخلي وأحسست بأنه ظريف ولكنه خجول أكثر من اللازم
عمر :
حاولت أن أفتح أي موضوع مع سارة إلا أن عقلي "قفش" وانعقد لساني
ووجدت أمي تفتح مواضيع عديدة مع سارة وشعرت بغبائي لعدم تذكري لأي من هذه الموضوعات أو محاولتي لالتقاط خيط الكلام من أمي. وظللت أرقبها وهي تتحدث مع أمي، نصف عقلي يتابع حديث أبي وعمي ونصفه الآخر منشغل بـسارة نفسها.. حتى إني لا أكاد أعي ما تتحدث عنه مع أمي


كانت لها ضحكة جميلة كما أن بروفيل وجهها الذي أستطيع أن أراه فقط من مكاني بدا جذابا و....... فجأة رفعت عينيها نحوي وضبطتني وأنا أنظر إليها, حاولت أن أتحدث وأبدأ أي حوار معها إلا أن الكلام لم يخرج من فمي. شعرت بأن منظري مضحكا, إلا أنها عادت للكلام مع أمي وقد احمر وجهها
–يبدو أنها شعرت بالخجل–
ووجه إليّ والدها سؤالا ما فالتفت إليه، إلا أني كنت أريد الحديث معها فأنا لم آتِ لكي أخطب عمي

يبدو أن والدته أرادت "جرّه" إلى الحديث فقالت له: دي سارة طلعت بتقرا الجرنال اللي طالع جديد وعاجبك يا عمر، بس ماجابتش العدد بتاع الأسبوع ده، ماتقول لها كان مكتوب فيه إيه

ساره :
فنظرت إليه وفتح فمه إلا أنه أصدر أصواتا هذه المرة وسألني عمن أتابع مقالاتهم في الجريدة، فأخبرته وبدأ حديثه واكتشفت أنه متحدث جيد بل و "رغاي" أحيانا، فقد ظل يخبرني عن تفاصيل كل مقال ويعلق عليه ويسألني عن تعليقي، ثم يعيد ما قاله بطريقة أخرى ثم يتذكر شيئا آخر قرأه فيتحدث عنه، وانتهزت أنا فرصة حديثه لأستطلعه بشكل مفصل


كان نحيفا ويبدو أنه متوسط الطول وهو جالس ولكن..... أعجبني شكل يديه فقد كانتا كيدي عازف بيانو, أصابع طويلة وأظافر قصيرة، وكانت رموشه طويلة وعيناه بنيتين و...... وبدأت أثرثر معه أنا الأخرى
عمر:
عطفت عليّ ماما أخيرا وألقت إليّ بطرف خيط لأدخل في حديثها مع سارة. سألتني عن جريدة أقرأها وكذلك سارة، وأنها لم تقرأ العدد الأخير منها, فانتهزت الفرصة وظللت أحكي لها عن المقالات وكل شيء تذكرته، فقد كانت تلك فرصتي لأنظر لها "براحتي" كان كل شيء بها جميلا، صوتها وجلستها ويداها الصغيرتان وعيناها الضاحكتان دائما وتعليقاتها التي أثارت ضحكي كثيرا
كان حوارنا بعيدا تماما عن الرومانسية ولكن "نص العمى ولا العمى كله" على الأقل انحلت عقدة لسانينا وعيوننا
ساره :
كانت الجلسة مجرد جلسة تعارف بالطبع إلا أن أبي وعمي قد انسجما تماما. وبدا على الجميع السعادة، ونظر لي عمر وهو خارج وقال لي بصوت هادئ ظل يرن في أذني: أشوفك قريب يا سارة
عمر :
نزلت أصفر وأغني وركبت السيارة وأنا في قمة النشوة.. سألتني أمي عن رأيي, فقال لها أبي إن عليها أن تترك لي فرصة للتفكير والاستخارة. أما أنا فلم أرد ولكني توقفت عند أول بائع جرائد وجدته ونزلت لأشتري عددين من الجريدة التي نقرأها أنا وسارة

يتبع....

الأربعاء

قصة عمر و سارة (ج1)



هذه مشاركةٌ منى في التدوين اليومي من 20 يونيو و حتى 20 يوليو والشكر لصاحبة الدعوة شيرين سامي 
ودي عبارة عن قصة كانت موجودة عندي وكنت ناشرها في مدونتي التانية ايزيس

قالت ســارة.............
كلّما تحدّثني أمي عن زواج أحد الأقارب أو القريبات وعن الجهاز الكبير الذي رأته عند فرش المنزل الجديد تثور ثائرتي وأصاب بالحموضة من شدة الغيظ, فوالديّ قد أصرا على توفير نصف مرتبي من أجل ذلك الزوج الذي قد يأتي يوما أو لا يأتي

ولكن ما دخلي أنا بكل هذا؟ إذا أرادوا أن يزوجوني فليدفعوا هم وليس أنا.. لماذا لا يسمح لي بالتصرف بالمرتب كيفما أشاء؟

أنا مثلا أريد التوفير لشراء سيارة في خلال خمس سنوات. وكبداية أريد أموالا لتعلم القيادة والحصول على الرخصة ، وكذلك أريد إكمال دراساتي العليا
أنا أريد نصف المرتب الذي يِؤخذ مني غصباً واقتداراً

ثم من هذا الذي يستحق أن أحرم من نصف مرتبي بسببه. حاجة تغيظ

أنا لن أصرف قرشا برغبتي على شخص لا أعرفه يدخل في حياتي فجأة متوقعا أن أصبح خادمه المطيع

"بلا جواز بلا نيلة" ***********


قال عمـــر
:

تحسدني أختي لكوني رجلا أستطيع أن أختار لنفسي وأن أقرر متى أتزوج، في حين أنها كفتاة تضطر لانتظار الفارس المنتظر وليس بيدها حيلة
ولكنها لا تدري كم الأعباء الملقاة على كاهلي لكي أفكر في الزواج. بالتأكيد أحلم أن أمسك يوما ما بيد فتاة –هي زوجتي- ونسير على الكورنيش وهي تتسلى بأكل الترمس الذي يزيد بطنها المنتفخ من الحمل انتفاخاً

ولكن من أين لي بالمال الذي يجعلني أتقدم لخطبة أي فتاة؟ وكذلك فإني لا أريد أي فتاة.. كيف أعرف أن هذه الفتاة التي سأتقدم لها ستكون مريحة في صحبتها؟ فبالرغم من صغر سني واشتياقي إلى متع الزواج المعروفة, فإني أدرك تماما أنه بعد أيام قلائل سيكون ما يهمني أكثر هو طيبة زوجتي وخفة دمها واستمتاعي بحديثها. فأنا أعرف أصدقاء قد تزوجوا وكانوا يتصلون بالشلة قبل مرور الأسبوع الأول على زواجهم, وذلك لأنهم قد شعروا بالملل
ملل!!!.. وهم مازالوا في بداية البداية, إذاً ماذا سيفعلون بعد عام أو عامين؟

"بلا جواز بلا نيلة" ***********

قالت ســارة
:

منذ أسبوع ألمحت لي أمي بأن إحدى صديقاتها لديها ابن يكبرني بثلاث سنوات, يعمل كمهندس كمبيوتر في إحدى الشركات الخاصة.. وهي تعرف أنه شاب مؤدب ووسيم وسيزورنا هو وأهله ليشربوا معنا الشاي يوم الخميس القادم

كنت أظن أني سأثور ولن أرضى بفكرة الزواج الآن. فأنا أريد أن أبني مستقبلي, فهذا ليس فعلا يقتصر على الرجال فقط, ولكن لا أدري ما الذي أسكتني؟ لعله الفضول لمقابلة شخص يريد الزواج بي.. لا أدري

اتصلتُ بصديقتي المقربة وأخبرتها، فضحكت ودعت لي بالتوفيق وأكدت عليّ أن أصلي صلاة الاستخارة, ففعلت بمجرد أن أنهيت مكالمتي معها.. وظللت في حالة قلق طوال الأسبوع وكنت أبكي يوميا في التليفون وأنا أحدث صديقتي وأنا أتخيل قصصا مأساوية إذا لم يعجبني العريس وأجبرني والدي على الزواج منه، وكيف سأعيش في بؤس، وكانت صديقتي تضحك مني وتقول إني أستبق الأحداث، وإني "نكدية"، ولكن القلق كان يؤلم قلبي، ومر الأسبوع سريعا. واليوم هو الخميس المنتظر.. ربنا يستر

***********
قال عمـــر
:

منذ شهر أخبرتني أمي عن صديقة معها في العمل عندها فتاة جميلة تصغرني بثلاثة أعوام, وهي تعمل في إحدى الشركات.. ووالدها رجل طيب ومحترم. فأخبرتها بأني لا أملك حاليا ما يعينني على مصاريف الزواج، وأن كل ما ادخرته خلال سنين عملي هو سبعة ألاف جنيه

طمأنتني أمي وأخبرتني بأن والدي سيساعدني، وأن هذه هي سنة الحياة. فجدي كذلك قد ساعد أبي عندما تزوج من أمي وعاشا أولى سنوات زواجهما في إحدى الغرف ببيت جدي الواسع إلى أن وسّع الله على أبي واشترى هذه الشقة

ولكني لم أكن أريد العيش في بيت والدي, وكان رد أمي أن أمامي الحل في أخذ شقة إيجار جديد. ولما كنت أشعر بالاكتئاب منذ فترة لشعوري بالعجز عن الزواج في وقت قريب, فقد استمعت لحديث أمي المتفائل ووعودها بمساعدة أبي الأسطورية. وتوكلت على الله وصليت الاستخارة. واتفقنا على مقابلة العروس في بيت أهلها يوم الخميس القادم, وكاد التوتر يقتلني, فقد خشيت أن لا تعجبني العروس, وكم سيكون الموقف وقتها محرجا عندما أرفضها بعد أن ذهبنا إلى بيتهم.. ربنا يستر ***********

أخافُ يَومًا




(1)
وأخافُ يوْمًا
أنْ أُحِبَّكِ فوقَ ما تتحمَّلينْ
وأخافُ أن ألقاكِ نَهرًا في دُموعي
وأخافُ أن ألقاكِ يَومًا في ضُلُوعي ..
نَهرًا من الأشواقِ ،
نَبْعًا مِنْ حَنينْ
وأخافُ أنْ ألقاكِ شَمسًا
دِفْؤها لا يَستكينْ
وأخافُ يا قََدَري الذي
قد خُطَّ مِن فَوقِ الجَبينْ ..
من بَعدِ أن أهوى هَواكِ تُسافِرينْ
(2)
وأخافُ يا عُمري أنا
يَومًا تُفرِّقُنا السِّنينْ
بالرَّغْمِ من أني أخافُ وتَعرِفينْ
قَلبي يُحِبُّكِ
فَوقَ ما تَتصوَّرينْ
ما زِلتِ في قَلبي وعَيني
تَسكُنينْ
يا أجملَ الأطْيارِ تَشدو دَاخِلي
يا مَوجةً نامَتْ بِحِضنِ سَواحِلي
عَيناكِ أجمَلُ من حُقولِ الياسَمينْ
وأخافُ يَومًا أن أُحبَّكِ
فَوقَ ما تَتوقَّعينْ
فالعِشقُ عِندي
غَيرُ كلِّ العاشقينْ
عِشقي أنا كالنَّارِ ،
كالإعصارِ ،
كالزِّلزالِ ،
كَالبُركانِ ،
عِشقي ثَائرٌ ..
لا يَسْتَكينْ
عِشقي كَسيلٍ جَارفٍ ،
نَهرٍ يَصُبُّ مَشاعري في الآخَرينْ
عِشقي عَطاءٌ دَائمٌ
فَإذا طلَبْتِ الشَّيءَ كانْ
وإذا طلَبْتِ العُمرَ هَانْ
لَكِ دَائمًا ما تَطلُبينْ
يا مَن مَلكْتِ الرُّوحَ ،
والقلبَ المُعذَّبَ بالحنينْ
رِفقًا بمِنْ تَتَمَلَّكِينْ

الخميس

مخطَّط لاختطاف امرأة أحبها..


1
فكلُّ السنوات تبدأ بكِ..
وتنتهي فيكِ..
سأكونُ مُُضحِكاً لو فعلتُ ذلك،
لأنكِ تسكنينَ الزمنَ كلَّهْ..
وتسيطرينَ على مداخل الوقتْ..
إنَّ ولائي لكِ لم يتغيَّرْ.
كنتِ سلطانتي في العام الذي مضى..
وستبقين سلطانتي في العام الذي سيأتي..
ولا أفكّرُ في إقصائِكِ عن السُلْطَهْ..
فأنا مقتنعٌ..
بعدالة اللون الأسود في عينيكِ الواسعتينْ..
وبطريقتكِ البَدَويَّةِ في ممارسة الحُبّ..
2
ولا أجدُ ضرورةً للصراخ بنَبْرَةٍ مسرحيَّه:
فالمُسمَّى لا يحتاجُ إلى تَسْمِيَهْ
والمُؤكَّدُ لا يحتاجُ إلى تأكيدْ..
إنني لا أؤمنُ بجدوى الفنِّ الإستعراضيّْ..
ولا يعنيني أن أجعلَ قصّتنا..
مادة للعلاقات العامّهْ..
سأكونُ غبيّاً..
لو وقفتُ فوق حَجَرٍ..
أو فوقَ غيمَهْ..
وكشفتُ جميعَ أوراقي..
فهذا لا يضيفُ إلى عينيْكِ بُعْداً ثالثاً..
ولا يُضيف إلى جُنُوني دليلاً جديداً...
إنني أُفضِّلُ أن أسْتَبْقيكِ في جَسَدي
طفلاً مستحيلَ الولادَهْ..
وطعنةً سِريّة لا يشعُرُ بها أحدٌ غيري..
3
لا تبحثي عنّي ليلةَ رأسِ السَنَهْ
فلن أكونَ معكِ..
ولن أكونَ في أيِّ مكانْ
إنّني لا أشعرُ بالرغبة في الموت مشنوقاً
في أحدِ مطاعم الدرجة الأُولى..
حيثُ الحبُّ.. طَبَقٌ من الحساء البارد لا يقربُهُ أَحَدْ..
وحيثُ الأغبياءُ يوصونَ على ابتساماتهم
قَبْلَ شهرينِ من تاريخ التسليمْ..
4
لا تنتظريني في القاعات التي تنتحرُ بموسيقى الجازْ..
فليس باستطاعتي الدخولُ في هذا الفرح الكيميائيّْ
حيثُ النبيذُ هو الحاكمُ بأمرهْ..
والطبلُ.. هو سيِّدُ المتكلِّمينْ..
فلقد شُفيتُ من الحماقات التي كانتْ تنتابني كلَّ عام
وأعلنتُ لكلِّ السيداتِ المتحفّزاتِ للرقصِ معي..
أنَّ جسدي لم يَعُدْ معروضاً للإيجارْ..
وأنَّ فمي ليس جمعيَّهْ
تُوَزِّعُ على الجميلات أكياسَ الغَزَل المُصْطَنعْ
والمجاملاتِ الفارغَهْ..
إنّني لم أعُدْ قادراً على ممارسة الكَذِب الأبيض
وتقديمِ المزيد من التنازلاتِ اللغويَّهْ..
والعاطفيَّهْْ.....
5
إقبلي اعتذاري.. يا سيدتي
فهذه ليلةُ تأميم العواطفْ
وأنا أرفضُ تأميمَ حبّي لكِ..
أرفضُ أن أتخلَّى عن أسراري الصغيرَهْ
لأجعلَكِ مُلْصَقاً على حائطْ..
فهذه ليلةُ الوجوهِ المتشابهَهْ..
والتفاهاتِ المتشابِهَهْ..
ولا تُشبهينَ إلا الشِّعْرْ..
6
لن أكونَ معكِ هذه الليلَهْ..
ولن أكونَ في أيِّ مكانْ..
فقد اشتريتُ مراكبَ ذاتَ أَشْرِعَةٍ بَنَفْسَجِيَّهْ..
وقطاراتٍ لا تتوقَّف إلاّ في محطّة عينيكِ..
وطائراتٍ من الوَرَقِ تطير بقوة الحُبِّ وحدَهْ..
واشتريتُ وَرَقاً.. وأقلاماً ملوَّنهْ
وقرَّرتُ.. أن أسهَر مع طفولتي....
ولا تُشبهينَ إلا الشِّعْرْ..
6
لن أكونَ معكِ هذه الليلَهْ..
ولن أكونَ في أيِّ مكانْ..
فقد اشتريتُ مراكبَ ذاتَ أَشْرِعَةٍ بَنَفْسَجِيَّهْ..
وقطاراتٍ لا تتوقَّف إلاّ في محطّة عينيكِ..
وطائراتٍ من الوَرَقِ تطير بقوة الحُبِّ وحدَهْ..
واشتريتُ وَرَقاً.. وأقلاماً ملوَّنهْ
وقرَّرتُ.. أن أسهَر مع طفولتي....

Mohamed Amer Mohamed © 2008 Por *Templates para Você*